فصل: (سورة البقرة: آية 216):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

كان- هدى، فيهما إعلال بالقلب، الأول قلب الواو ألفا والثاني قلب الياء ألفا لمجيئهما مفتوحتين بعد فتح.
{واحدة} مؤنّث واحد اسم على وزن فاعل يدلّ على عدد مفرد أو يأتي معطوفا عليه في الأعداد من واحد وعشرين إلى واحد وتسعين انظر الآية 61 من هذه السورة.
{مبشّرين} جمع مبشّر، اسم فاعل من بشّر الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
{منذرين} جمع منذر اسم فاعل من أنذر الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
{أوتوا} فيه قلب الألف واوا لمناسبة الضمّة قبلها في البناء للمجهول، وفيه إعلال بالحذف.. [انظر الآية 144].

.البلاغة:

في هذه الآية الكريمة فن يدعى عند علماء البلاغة بفن القلب. فقوله: {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ} معناه: فهدى الله الذين آمنوا للحق فيما اختلف فيه من كتاب الله الذين أوتوه.

.الفوائد:

عقد صاحب كتاب النحو الوافي فصلا حول المعاني التي يشتمل عليها حرف الباء عند ما يكون حرفا للجر. فذكر لها خمسة عشر معنى وهي: الإلصاق، والسببية، والاستعانة، والظرفية، والتعدية، والمصاحبة، والبدلية، والعوض، والتبعيض، والمجاوزة، والاستعلاء. وبمعنى إلى والتوكيد، والدلالة على القسم. ولكل معنى من هذه المعاني أمثلة وشروح.

.[سورة البقرة: آية 214]:

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)}.

.الإعراب:

{أم} هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة {حسب} فعل ماض مبنيّ على السكون والتاء فاعل والميم حرف لجمع الذكور أن حرف مصدري ونصب {تدخلوا} مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون.. والواو فاعل {الجنّة} مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل {أن تدخلوا} سدّ مسدّ مفعولي حسب.
الواو حاليّة {لمّا} حرف نفي وقلب وجزم {يأت} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة وكم ضمير في محلّ نصب مفعول به مثل فاعل مرفوع {الذين} اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه {خلوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين..
والواو فاعل {من قبل} جارّ ومجرور متعلّق ب {خلوا} وكم ضمير مضاف إليه.. مسّ فعل ماض والتاء تاء التأنيث وهم ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به {البأساء} فاعل مرفوع {الضرّاء} معطوف على البأساء بالواو مرفوع مثله الواو عاطفة {زلزل} فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل حتّى حرف غاية وجرّ يقول مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتّى الرسول فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل {أن يقول} في محلّ جرّ ب {حتّى} والجارّ والمجرور متعلّق ب {زلزلوا}.
الواو عاطفة {الذين} اسم موصول مبنيّ في محل رفع معطوف على الرسول {آمنوا} فعل ماض وفاعله {مع} ظرف مكان منصوب متعلّق ب {آمنوا} الهاء ضمير مضاف إليه {متى} اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {نصر} مبتدأ مؤخّر مرفوع {اللّه} مضاف إليه مجرور {ألا} أداة تنبيه {إنّ} حرف مشبّه بالفعل {نصر} اسم إنّ منصوب {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور {قريب} خبر إنّ مرفوع.
جملة: {حسبتم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تدخلوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {لمّا يأتكم مثل} في محلّ نصب حال.
وجملة: {خلوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {مسّتهم البأساء} لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تفسيريّة.
وجملة: {زلزلوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة مسّتهم البأساء.
وجملة: {يقول الرسول} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر أن.
وجملة: {آمنوا معه} لا محلّ لها صلة الموصول الذين الثاني.
وجملة: {متى نصر اللّه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّ نصر اللّه قريب} لا محلّ لها استئناف بيانيّ جواب الاستفهام.

.الصرف:

{الجنّة} اسم جامد بمعنى الحديقة، وقد دعيت كذلك لأنها من جنّ بمعنى ستر، فكأن المكان مستور بأشجاره وظلاله عن غيره، والمقصود باللفظ هنا جنّة الآخرة انظر الآية 25 من هذه السورة.
{يأتكم} فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، حذفت منه الياء وزنه يفعكم.
{خلوا} فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة وهي الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وترك ما قبلها مفتوحا للدلالة على الألف المحذوفة، وزنه فعوا بفتح العين [الآية 14].
{البأساء والضرّاء} الهمزة فيهما زائدة للتأنيث.. انظر الآية 177 من هذه السورة.
{نصر} مصدر سماعيّ لفعل نصر ينصر الباب الأول وزنه فعل بفتح فسكون.

.الفوائد:

أشار ابن جني في كتاب الخصائص إلى أن قوة اللفظ تدل على قوة المعنى وقد قرر أن الكلمة إذا كانت على وزن ثم انتقلت إلى وزن أكثر من الأول في اللفظ فلابد أن يتضمن اللفظ الجديد معنى أكثر من معنى اللفظ الأول وقد مثل لذلك بالفعل اخشوشن فإن معناه أقوى من الفعل خشن ومثله: زلزل ووسوس، وعسعس إلخ.

.[سورة البقرة: آية 215]:

{يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)}.

.الإعراب:

{يسألون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل والكاف ضمير في محلّ نصب مفعول به ما اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ ذا اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر، {ينفقون} مضارع مرفوع والواو فاعل قل فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت ما اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله {أنفقتم} وهو فعل ماض مبنيّ على السكون.. والتاء فاعل والميم حرف لجمع الذكور والفعل في محلّ جزم فعل الشرط {من خير} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ما أو هو تمييز ما الفاء رابطة لجواب الشرط {للوالدين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدّر أي مآله أو مصرفه للوالدين الأقربين، اليتامى، المساكين، ابن ألفاظ معطوفة على الوالدين بحروف العطف، فهي مجرورة مثله وعلامة الجرّ الياء والكسرة المقدّرة على الألف والكسرة الظاهرة على التوالي {السبيل} مضاف إليه مجرور الواو عاطفة {ما تفعلوا من خير} مثل ما أنفقتم من خير، والفعل فيها مجزوم وعلامة الجزم حذف النون الفاء رابطة لجواب الشرط {إنّ} حرف مشبّه بالفعل {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ الباء حرف جرّ الهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {عليم} وهو خبر إنّ مرفوع.
جملة: {يسألونك} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ما ذا} في محلّ نصب مفعول به ثان والسؤال عن أمر في حكم العلم به.
وجملة: {ينفقون} لا محلّ لها صلة الموصول ذا.
وجملة: {قل} لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: {ما أنفقتم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: مآله {للوالدين} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إنّ اللّه به عليم} في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.

.الصرف:

{اليتامى} جمع اليتيم، اسم لمن فقد أحد أبويه أو كليهما صغيرا، وزنه فعيل، ووزن الجمع فعالى بفتح الفاء انظر الآية 83 من هذه السورة.

.الفوائد:

1- يحسن بنا أن نشير إلى هذا الأسلوب المتميز الذي صدّرت به العديد من آيات هذه السورة، وهي طريقة السؤال والجواب، وهي سمة من سمات البلاغة في القرآن الكريم: فهذه جملة من الاسئلة تليها جملة من الأجوبة:
سؤال عن الإنفاق: مواضعه ومقاديره ونوع المال الذي تكون فيه النفقة وسؤال عن القتال في الشهر الحرام، وسؤال عن الخمر والميسر، وسؤال عن اليتامى ولهذه الأسئلة بواعث وأسباب يمكن لطالب المزيد أن يعود إليها في مظانها من كتب التفسير وكتب الفقه والتشريع.
2- يمكن اختصار إعراب أدوات الشرط بما يلي:
أ- من، ما، مهما: تكون في محل نصب مفعولا به في حال أن فعل الشرط يطلب مفعولا به، أما إذا كان لازما أو متعديا استوفى مفعوله أو مفعوليه فتكون في محل رفع على الابتداء.
ب- حيثما في محل نصب ظرف مكان.
ج- متى أيان أين أنى في محل نصب ظرف زمان.
د- كيفما في محل نصب حال من فاعل الشرط.
هـ- أي بحسب ما تضاف إليه.

.[سورة البقرة: آية 216]:

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (216)}.

.الإعراب:

{كتب} فعل ماض مبنيّ للمجهول على حرف جرّ وكم ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {كتب} بتضمينه معنى فرض {القتال} نائب فاعل مرفوع الواو حاليّة هو ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {كره} خبر مرفوع اللام حرف جرّ كم ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {كره} الواو استئنافيّة {عسى} فعل ماض تام جامد أن حرف مصدري ونصب {تكرهوا} مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون.. والواو فاعل {شيئا} مفعول به منصوب الواو حاليّة {هو خير لكم} مثل هو كره لكم الواو عاطفة {عسى أن تحبّوا شيئا وهو شرّ لكم} سبق إعراب نظيرها. الواو استئنافيّة {اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {يعلم} مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الواو عاطفة {أنتم} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ لا نافية {تعلمون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: {كتب عليكم القتال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هو كره لكم} في محلّ نصب حال.
وجملة: {عسى أن تكرهوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
والمصدر المؤوّل {أن تكرهوا} في محلّ رفع فاعل عسى.
وجملة: {هو خير لكم} في محلّ نصب حال من {شيئا} ولا عبرة بكونه نكرة لوجود الرابط وهو الواو.
وجملة: {عسى أن تحبّوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة عسى أن تكرهوا.
والمصدر المؤوّل {أن تحبّوا} في محلّ رفع فاعل عسى الثاني.
وجملة: {هو شرّ لكم} في محلّ نصب حال من {شيئا} الثاني.
وجملة: {اللّه يعلم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يعلم} في محلّ رفع خبر المبتدأ {اللّه}.
وجملة: {أنتم لا تعلمون} لا محلّ لها معطوفة على جملة اللّه يعلم.
وجملة: {لا تعلمون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أنتم}.